هل يمكن لشخص واحد أن يبطئ من تأثير الاحتباس الحراري؟ فالإنسان وبالتعاون مع العلماء ورجال الأعمال والحكومات، يمكنه خلق طرق من أجل تقليل انبعاثات الكربون.
وفيما يلي عرض لبعض الأفكار التي يمكن القيام بها لحماية الأرض:
حول الغذاء إلى وقود
في الوقت الذي ترتفع فيه أسعار النفط بصورة تفوق كل التوقعات، لم يعد من المستغرب أن تتصدر عناوين الصحف في الدول الكبرى عناوين مثيرة تتمحور حول الوقود الحيوي واعتباره "البترول" الجديد أو "الوقود من النباتات"، وهذا الاهتمام العالمي بالوقود الحيوي، جاء بعد النجاح الكبير الذي حققته البرازيل في إنتاج مادة الايناثول من نبات قصب السكر واستخدامه كوقود للسيارات.
ولكن هل سيقدم النبات نفسه فعلا كبديل عن الطاقة الاحفورية؟ العلماء يؤكدون بالإيجاب، فالأبحاث مستمرة على كافة المستويات العالمية المهتمة بالطاقة والطاقة البديلة، وفي كل يوم تكشف الأبحاث عن الطاقات الموجودة في أصناف زراعات ونباتات، وبما يؤهلها لأن تكون البديل عن الطاقة الاحفورية.
ومقابل هذا الإقبال العالمي على الوقود الحيوي الجديد، كان لا بد من أن تظهر على مستوى الزراعة العالمية محاصيل خاصة باستخراج الطاقة منها، وفي كثير من الدول تمددت مساحات الأراضي المزروعة بالنباتات الطاقوية على حساب الزراعات الغذائية الأساسية، وهو ما أظهر وجود محاذير ترافق هذا الاندفاع لإنتاج الوقود الإثيلي، وفي مقدمتها أن يتم التوسع في النباتات الطاقوية على حساب الزراعات الغذائية، وبالتالي يتم تهديد الأمن الغذائي العالمي. لذا تستمر جهود العلماء في البحث عن حلول جديدة بعيدة عن الزراعات الغذائية الضرورية للاستهلاك الإنساني والحيواني. كاستخدام هندسة بكتيريات ميكروسكوبية وراثياً، بحيث يمكنها استخلاص الوقود من مصادر أخرى غير الذرة وقصب السكر، بما في ذلك فضلات الإنسان والفطر والاشنيات البحرية والنهرية.
التقاط الكربون
يعد الفحم أحد أقذر أنواع الوقود المستخدم وأكثر أنواع الوقود المصدرة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في العالم، وبالرغم من ذلك إلا أن العيش من دونه أمر مستحيل؛ لأن العالم يعتمد عليه في توليد الكهرباء، لذا يبحث العلماء عن طريقة لإيقاف ضخ الأبخرة المتصاعدة، نتيجة عملية الحرق في الهواء وضخها، بدلا من ذلك إلى عمق الأرض للتخزين.
ويطلق على هذه الفكرة اسم "تنحية الكربون"، وهي فكرة بسيطة تثير العلماء ورجال الأعمال والحكومات؛ لأنها تهدف إلى خفض انبعاث الكربون من دون التلاعب بإمدادت الطاقة. وهنالك عدة شركات في العالم بدأت بالفعل بتطبيق هذه الفكرة في الدنمارك وألمانيا وغيرها.
وتقوم شركة الطاقة النرويجية بحقن مليون طن من غاز ثاني أكسيد الكربون سنويا في طبقات المياه الجوفية المالحة تحت البحر، ويقول خبير الطاقة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هوارد هرتسوغ "في يدينا التكنولوجيات اللازمة لحماية الأرض، كل ما علينا فعله هو استخدامها بعقلانية".
فهنالك نوعان من العقبات الرئيسية أمام هذه الأفكار أولها؛ التكلفة، ويمكن حل هذه المشكلة باستخدام التكنولوجيات التي توفر المبالغ المالية، أما العائق الثاني، فهو عدم توفر الكثير من الدراسات حول هذه الفكرة، إذ ان العلماء يحتاجون إلى دراسات أعمق لمعرفة النتائج من تخزين الكربون في عمق الأرض.
فقط قل لا للأكياس البلاستيكية
تلك الأكياس البلاستيكية التي نجلبها إلى المنزل بعد كل مهمة تسوق، تنتهي في مكب النفايات، وكل عام توزع نحو 500 بليون كيس بلاستيكي حول العالم، ولا يعاد تصنيع سوى 3 % منها، وهذه الأكياس مصنوعة من البولي إثيلين، ويمكن أن تستغرق 1000 سنة، لتتحلل في مكب النفايات، كما أنها تسهم في انبعاثات الغازات الدفيئة وللحد من خطورة الأكياس البلاستيكية على الأرض، ويجب الامتناع عن استخدامها، واستخدام أكياس القماش أو الورق، وهذه الطريقة تسهم في إنقاذ الأرض بشكل كبير.
استهلك أقل وشارك أكثر وعش ببساطة
انبعاثات الكربون تتصاعد بسبب أسلوب حياتنا القائمة على الذاتية والتكلف واستخدام أجهزة تصرف الطاقة وتلوث الأرض، لذا يجب علينا أن نغير أسلوب حياتنا، ونعود للعيش ببساطة بعيدا عن التكنولوجيات الضارة علينا، وأن نتكاتف ونساعد بعضنا، ونوهب ما نملكه ونتشارك فيه من أجل حماية الأرض التي هي في طريقها إلى الدمار، علينا أن نقلل من الاستهلاك، وهذه الطرق لا تنقذ الأرض فحسب، بل تحسن من صحة الإنسان، وتؤدي إلى نتائج مرضية على نحو غير مسبوق؛ لأن المرء يوثق علاقته بالآخر، عندما يتشارك ويهب ويشعر مع الأرض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق